اسطورة مارادونا..(معاناة المبدع)..(2) ..

أود هنا وفي حديثي عن حياة الاسطورة دييجو ارمندو مارادونا الشخصية أن القي الضوء بشكل أكبر على معاناة الساحر الارجنتيني وارتباطها بشخصه المتفرد كلاعب كرة قدم مبدع ومختلف عن نظرائه في هذا المجال فهو المهاجم دائماً والايجابي في كل الاوقات.يقول مخرج الافلام الصربي ايمر كوستروكا أن مارادونا الذي عانى من الفقر طوال حياته في رحلة كان المحزن فيها اكثر من المفرح والسعادة بها لا تضاهي الاحزان كان ينتقم من كل الاغنياء لحظة مروره من بين مدافعي منتخب انجلترا في صيف 1986 في ربع نهائي كأس العالم بالمكسيك: "بالنسبة لي كان ينتقم من رونالد ريجان وبريطانيا العظمى والملكة الام والبرنس تشارليز وآخرين".هذه البطولة التي ارتبطت ارتباطاً كلياً وجزئياً بمارادونا الاسطورة وخلدت اسمه بكل المعاني كأحد اعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ وجعلت الكثير جداً ليقال عنه من كل رموز اللعبة وحولت الفتى البالغ من العمر 26 عاماً إلى بطل قصة لعبة كرة القدم في العالم.كوستروكا قام باخراج فيلم تسجيلي عن حياة مارادونا تم انتاجه في عام 2007 وعرض في مهرجان كان السينمائي في نفس السنة، هذا الفيلم قام خلاله المخرج المحنك بعمل حوار مطول مع مارادونا تعرف منه على لحظات الالم والانكسار التي عاشها كلاعب شهير وكفتى فقير.يكن مارادونا احتراماً كبيراً للفقراء ويقول أن الغني قد يسرقك ام الفقير فهو اكثر شخص تأمن له انه يتحدث عن بيئة عاش بها ونبت فيها عن اصدقاء عمر ومعاناة، عن بلدة هي الافقر على الاطلاق في بيونس ايرس.يقول دييجو: "الفقراء لن يخونوك مطلقاً، هناك اصدقاء كثيرين لي ومنهم مديري كوبولا قاموا بسرقتي لكن اصدقائي من بلدتي فيورتيو ظلوا كما هم في منتهى الامانة".مارادونا يقول أنه رفض أن يتحول إلى ثري في وقت قليل عن طريق الاقتراب من رجال الحكومة والسلطة في الارجنتين لان ثرائه وقتها سيكون على حساب الفقراء."اختي كانت لا تتناول الغداء كي تتركه لي وابي لم يكن يحصل على ما يكفي عائلة تتكون من ثمانية افراد، لم اكن اقيم حفلات عيد ميلاد وكانت الهدية الاكبر لي هي قبلة من امي وابي"."هناك اشخاص يقومون بعمل التنازلات للاقتراب من الساسة اللذين بدورهم يرغبون في بقاء هؤلاء الاشخاص بجوارهم للحصول على خدماتهم متى يريدون واذا لم تقم بعمل هذا ربما تجن وهذا حدث لي فلم أقدر على القيام بهذا الدور لقد كنت اموت في بعض الاحيان والآن أنا اعرف ما هي متعة الحياة".هذه وجهة نظر صريحة تحترم من شخص يعيش في بلد فقير وهو رأي من الصعب أن تجد لاعب في اي مكان بالعالم مهما كانت ثقافته يتحدث عنه، واذا كان مارادونا متهم دوماً بأنه المدمن المدير الفني الفاشل الموهبة التي لم تحافظ على نجاحها بالشكل المرجو، فهو ايضاً شخص حر لا يضع قيود لما يقوله يعيش على حريته وكما يريد وينطق بما يراه الحق دون تنميق للكلمات.